حسن تاج الدين سطر يضاف الى نص الابداع والنجاح اللبنانيين. حمل طموحه الكبير يحققه خطوة خطوة بدءا من اكثر الاعمال تواضعا وصولا الى قمة النجاح.
ميزة هذه المسيرة انها لم تغرق كليا بتفاصيل التحصيل المالي والاقتصادي بل اكتنزت اضافة الى ذلك الطاقة العلمية والمعرفية بحيث استطاع صاحب التجربة ان يجعل من المعرفة العلمية تطويرا للقدرة الاقتصادية.
الطموح كبير ومتعدد الميادين فيما الطريق لازال في اولها، هذه البداية تنبئ بنجاحات باهرة ينتظرها الوطن.
كان للنشرة الاقتصادية هذا الحوار
– بأي جامعة تعلمت و بأي مجال تخصصت؟ وهل تجد علاقة ما بين الدراسة الأكاديمية والإختصاص بالنجاح؟
حصلت على إجازتي الجامعية من الجامعة اللبنانية الدولية في مجال إدارة الأعمال، ولكن إيماني بأن نجاحي مقروناً بمدى علمي وتعبي جعلني أتابع الدكتوراه في لندن، كنت أرافق والدي إلى مكان عمله منذ سن السادسة عشر، حيث بدأت العمل معه في أيام العطل المدرسية، أشارك في حضور الإجتماعات وأزور أماكن العمل، وكنت أتمم وظائفي الجامعية من مكان عملي، فاكتسبت بذلك الخبرة والعلم سوياً، معززاً دراستي الأكاديمية، فأصبحت دراستي الجامعية مكمّلة لمسيرتي المهنية، لأنها تساعد الفرد على التطوّر وتعطيه دعماً وقوة وحظاً اكبر للتطوّر والنجاح.
– كيف بدأت مسيرتك المهنية؟ وما هي المراحل التي مررت بها لتصل إلى ما أنت عليه الآن؟
بدأت حياتي العملية في العام 2001 بغَسْل عبوات الدّهان في معمل والدي، وكانت هذه أوّل وظيفة أحصل عليها. تدرّجت بعد ذلك لأصبح مسؤولاً عن الطلبيات، ثم أصبحت مديراً لمعمل الدهانات، واستلمت بعدها وكالة دهانات “كورال” العالمية، فأصبحت حينها المدير التنفيذي لفرع الدهانات في لبنان وكان هذا خلال سنتين من العمل. ولم أكتف بعملٍ واحدٍ فقط، بل كنت أعمل في منتجع سياحي أيضاً، و بدوامٍ ليلي، “جليت الصحون”،”قدّمت الأطباق”، وتدرجت من سكرتير إلى محاسب عام و بعدها مدقّق للحسابات، حتى أصبحت نائباً لمدير المنتجع.
وبعدها صرت أذهب إلى تفقد المشاريع وأستفيد من خبرات المتعهدين والمهندسين، إلى أن استلمت مركز المدير التنفيذي لشركة “تاجكو” وما زلت أشغله حتى اليوم.
– أخبرنا عن “تاجكو” وحكاية نشأتها؟ وكيف تقيم سير عملها اليوم؟
كان والدي يعمل كتاجر في أفريقيا، وعندما إضطرب الوضع الأمني في سيراليون عام 1994، عدنا إلى لبنان وعملنا على تأسيس شركة “تاجكو” التي كانت تقتصر على التزام المشاريع من الدولة، ونظراً للمجتمع الذي لا ننفصل عنه ومواكبة لكل احتياجاته، بدأت الشركة بتنويع نشاطاتها، فكانت البداية بمعمل للدهانات، فمجبل للباطون الجاهز تخطتها الشركة إلى المجالات الإجتماعية السياحية في منتجع “النسيم” السياحي الذي تأسس عام 2001، فالمجالات التربوية حيث لديها اليوم 4 مدارس نموذجية تعتمد التعليم التكنولوجي الحديث، ولم تنس الشركة المجال الزراعي فأقامت مزرعة للدواجن والبيض.
وقد صُنِّفنا من قبل الدولة كفئة أولى في مجال المباني والطرق والكهرباء، والآن مشاريع الشركة تطال كافة الاراضي اللبنانية، سعيا لترك بصمتها في كل بلدة لبنانية.
– كيف تحلّل أسباب النجاح؟ وما هي برأيك المقوّمات التي يجب أن تكون متوافرة في الشخص لتحقيق ذلك؟
مشاركتي في العديد من المؤتمرات الدولية التي أقيمت في عدد من الدول العربية والأوروبية والإفريقية والتي تناولت مواضيع مختلفة منها ما يخص الشؤون الإقتصادية والنّظام الإقتصادي العالمي أكسبتني خبرة ورؤية مستقبلية ساعدتني في استثمار هذه المعرفة، وأيضاً المطالعة التي هي من هواياتي.
المقوّمات التي يجب ان تكون متوافرة:
أولاً: أن يملك الإنسان الشخصية القيادية ذات الإصرار المتين.
ثانيا: أن يملك المعلومات كلها التي تحيط بمجمل جوانب عمله دون التهاون بأدنى التفاصيل ليكون على استعداد لحل أية مشكلة وليجعل من نفسه رب عمل قادرا على تجاوز الصعوبات بالحكمة والعقل وهذا ما لا يؤمّنه إلا العلم والثقافة.
ثالثا: أن يكون لديه مهارة المتابعة ، فبمجرد طرح مشروع ما مهما كان بسيطاً وصغيراً دون متابعة جادة والسعي لمعرفة كل ما يحصل فهو مشروع محكوم عليه بالفشل.
رابعا: التحلي بالصبر فبدونه لا يمكن أن نتابع العمل ولا العلم.
خامسا: ان يكون للفرد فريق عمل يوزع على أفراده المسؤوليات ويحدّد لكل منهم المهام ويشاركهم عقولهم فيشاورهم ويسمع آراءهم ليصبح معهم جسداً واحداً وعقلاً واحداً.
أي شخص يمتلك هذه المقومات ينجح بعمله لا محال.
– هل من الضروري أن يكون للشخص ميراث أو رأسمال مادي معين لينطلق منه؟
من البديهي القول بأن الرأسمال المادي هو قوة وسند، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، ولكن العائق اليوم لانطلاق أي مشروع ليس المال فحسب، كون البنوك تعطي تسهيلات مالية لإنشاء مشروع، ولكن الأساس بإنطلاق أي مشروع هو الفكرة والإرادة الحقيقية مع قوة الصبر.
– مع ارتفاع نسبة البطالة في العالم العربي، كيف ترى دور ريادة الأعمال في معالجة المشكلة وتداعياتها؟
لي مقولة شهيرة عن الشباب: “شبابنا اقتصادنا”، هذه النظرة التي صغتها عمليّاً، حيث جمعت حولي طاقماً متكاملاً من الشباب لأرتقي بهم إلى مستوى التحديات التي تواجه الشباب اللبناني، فدرَّبتهم وثقّفتهم إقتصادياًّ وعملت على دعمهم ورعايتهم ليكونوا بناة المستقبل والمنقذين للوطن الحبيب.
أما بخصوص البطالة فللأسف فإن المشكلة تكمن في الشاب اللبناني نفسه، لأنه لا يقبل أن يبدأ من الصفر، لا يرضى أن يتدرّج في عمله، فيفضّل البقاء دون عمل على أن يبدأ بعمل عادي، يريد ان يكون مديراً لحظة تخرّجه.
أنا أدعو الشباب اللبنانيين إلى ابتكار أفكار جديدة لا تقليدية ، وأظن أن الذكاء اللبناني متوفّر والعقول اللبنانية قادرة على التحدي والتفوّق.
– هل تصب كل إهتمامك في عملك المهني، أم لديك بعض الأنشطة الاخرى؟
النشاط المهني أخذ المنحى الأكبر من إهتماماتي، ولكن كان من أولوياتي السعي إلى المعرفة، فتابعت المؤتمرات المحليّة والدولية وشاركت في المناسبات الوطنية والفعاليات الإجتماعية، وكنت حريصا على نقل ما اكتسبته من علم لغيري من خلال محاضرات جامعية، وحصلت على عدد من العضويات والأوسمة، منها، عضو في المجلس الوطني للإقتصاديين اللبنانيين، وعضو في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، وفي الهيئة العامة في مجلس الأعمال اللبناني الصيني، وعضو فخري في التجمع الإقتصادي الإجتماعي من أجل لبنان.
– ما هي مشاريعك المستقبلية؟ و ما هي الاهداف التي تطمح لتحقيقها؟
أعمل حاليا على تطوير ما وصلنا إليه، فكل ما أرغب به أن أرى شركتنا تواكب التطوّر في شتى المجالات، وأهدافي الشخصية تنبثق من هذه الفكرة، و ما أريده هو رؤية الشباب اللبناني من حولي طموحاً مكتفياً راضياً متعلماً، وأرغب في أن أترك بصمة خيرة في مجتمعي.