رجل أعمال شاب, طموح و ناجح, يعتبر بما يتمتع به من ذكاء و بعد نظر و قدرة على التخطيط و النجاح قدوة للجيل الصاعد. عاش سنوات عديدة في المهجر و لكن حنينه إلى الوطن أعاده إليه مجدداً ليوظّف فيه خبراته و ثقافته المهنية, ما خوّله لأن يصبح مديراً تنفيذياً في شركة “تاجكو” للمقاولات التي أنجبت مشاريع عمرانية ضخمة. إنه الدكتور حسن تاج الدين, حائز على شهادة الدكتوراه في الإدارة من جامعات بريطانيا, عضو في الهيئة التجارية الأوكرانية و في الهيئة العامة في مجلس الأعمال اللبناني الصيني و في مجلس الإقتصاديين اللبنانيين, و عضو فخري في الإتحاد الإقتصادي الإجتماعي من أجل لبنان, معه كان هذا الحوار الذي تطرّقنا من خلاله إلى مسيرة نجاحه و ما يخططه للمستقبل.
كيف بدأت حياتك المهنية؟
في سن مبكرة, و تدرجت في أعمال مختلفة داخل شركة “تاجكو” التي تملكها عائلتي, ترافق ذلك كع متابعتي لدراستي الجامعية. كما عملت في أحد المنتجعات تبوأت فيه منصب نائب المدير العام, فضلاً عن مشاريع أخرى عدّة. و بفضل هذه الخبرة العملية, تمكّنت من إنشاء شركتي التي تختص ببرامج الكمبيوتر و
التي أصبحت حالياً من أهم الشركات الرائدة في هذا المجال و توزّع برامجها في دول عربية و إفريقية عدّة.
برأيك, من كان وراء نجاحك هذا؟
وراء كل رجل ناجح أب فاضل, و هذا ما كان عليه والدي الحاج علي تاج الدين الذي زرع في داخلي المحبة و المبادئ الصالحة و المصداقية في التعامل مع الناس, و كان يصحبني معه منذ صغري في لقاءاته و اجتماعاته, ما جعلني أكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال. و قد أصقلت ما اكتسبته عن الوالد بالدراسة و السفر المتواصل للإطلاع على أحدث الإبتكارات و المستلزمات في مجال العقارات من خلال المؤتمرات و الندوات.
متى تأسست شركة تاجكو و كيف كانت انطلاقتكم في هذا المجال؟
تأسست شركة تاجكو في العام 1995 و قد بدأت عملها في مجال المباني و الطرقات و الكهرباء في القطاع العام لتنتقل بعدها إلى القطاع الخاص. و توزعت مشاريعنا الخاصة و تلك التي قمنا بتنفيذها مع الدولة في مختلف المناطق اللبنانية, و اليوم نُعتبر من الشركات الأوائل في هذا المجال, كما أن مشاريعنا المشتركة كانت تقوم على بناء مساكن على قطعة أرض يملكها أشخاص آخرون, و تقوم تاجكو بعملية البناء, و عندما يتم ببيع الشقق نقتسم الأرباح بطريقة نسبية, كما قمنا بمشاريع خاصة و استطعنا أن نؤمّن من خلالها العمل لعدد كبير من العمّال و البنائين و المهندسين…
و أما فرز الأراضي ذات المساحات الكبرى و التي كان معظمها في منطقة البقاع, فقد أتحنا من خلاله الفرصة أمام أي شخص يملك مبلغاً مالياً صغيراً من تملّك عقار, فكان مشروعاً ناجحاً لا سيّما في ظل الحالة الإقتصادية المترية التي يعيشها لبنان و التي أثرت سلباً على قدرة الشباب على شراء المنزل الزوجي, و من هنا, كان حرصنا على محاكاة مختلف الطبقات الإجتماعية لنساهم في حل هذه الأزمة, كما توجهنا إلى المغتربين و قدّمنا لهم التسهيلات اللازمة لتملك العقارات في وطنهم. و هكذا, تنوّعت مشاريعنا بين القريب من بيروت كمنطقة بئر حسن و الرملة البيضاء و الجناح و البعيدة عنها.
و لدينا اليوم مبنى مؤلف من 16 طابقاً قرب الماريوت سيتم إنجازه في أوائل السنة المقبلة, كل طابق منه بمساحة 418 م2. فيالملة البيضاء (الخط الأوّل), لدينا مبنى مساحة الشقة فيه 518 م2 أما السعر فيبدأ من $10000 للمتر الواحد. أما في الخط الثاني من الرملة البيضاء, فلدينا بناية WAVES و مساحة الشقة فيها 400 م2.
و خلف السفارة الإيرانية بنايتان DREAM و STAR تصبحان جاهزتين للتسليم بعد سنة و نصف السنة.
أما مشروع GARDEN CITY في بئر حسن فتبلغ مساحة الشقق فيه ما بين 160 م2 و 326 م2 و تتراوح أسعارها بين 500000 حتى المليون دولار أميركي. كما لدينا مشاريع في ضواحي بيروت, مساحة الشقق فيها تبلغ 150 م2 و الأسعار إبتداءاً من $1200 إلى $1900 للمتر الواحد. و في جنوب لبنان لدينا مبان في النبطية, حبوش, صور, الحوش, حناويه, عيتيت, البازورية, في بعضها شقق جاهزة للتسليم.
ما هي مشاريعكم المستقبلية و بماذا تتميز؟
نحرص في مشاريعنا الجديدة على إنشاء الأبنية الخضراء و التي نتوخى فيها مسألة ترشيد الطاقة و المياه و استهلاكها, من خلال استعمال الطاقة الشمسية في تسخين المياه و الإضاءة و بتحويل الإنارة إلى LED, و فصل المياه الرمادية عن المياه العادية أي مياه الصرف الصحي و إعادة تدويرها للإستفادة منها في ري المزروعات. كما نعتمد بناء حجر “دوبل” على طبقتين, بالإضافة إلى هندسة لافتة و مميزة تحرص على إحاطة المباني بمساحات خضراء تمتد إلى الأسطح و الأحواض و المداخل لنحصل على مبنى نموذجي.
أنشأتم العديد من المدارس ذات أساليب تعليمية حديثة, ماذا عنها؟
قامت شركة تاجكو بإنشاء أربعة مدارس في منطقة الجنوب و تحديداً في بلدتي العباسية و زبدين و أيضاً في الأحمدية و جزين بهدف المشاركة في التنمية التربوية, و منها مدرستين نموذجيتين مجهزتين بأحدث الأجهزة و التكنولوجيا, و هما من المارس الرائدة التي حققت نجاحاً باهراً في السنوات الأولى لإنطلاقتهما و متطابقتين لمواصفات المدارس الأوروبية. كما أنشأنا مزرعة للبيض في جزين تضم حوالي 1500 طائر, و لدينا مجابل باطون في الشويفات و صور و بنت جبيل نستخدها لمشاريعنا أو للآخرين.
كيف تجدون الإقبال على شراء العقارات في هذه الأيام؟
الشقق ذات الأسعار ما دون 500000$ لا تزال مطلوبة فإن قيمة أقساطها توازي قيمة إيجار شقة, و لكنه في هذه الحالة يون قد امتلك منزلاً خاصاً به. أما الشقق التي تتخطى أسعارها الرقم المذكور فلا يزال الطلب عليها خفيفاً و يرتبط بالوضع السياسي و الأمني للبنان الذي لا تساعد مساحته الجغرافية المحدودة في انخفاض أسعار العقارات التي لا تزال في اضطراد. أما الشارون ف 80% منهم من المغتربين اللبنانيين و الباقي عرب. و هذا يحافظ على متانة السوق العقاري و استقرار أسعاره, و لذلك فإن شراء العقارات في لبنان اليوم تعد فرصة ذهبية, فقد بيّنت الدراسات العالمية عدم وجود أسعار مماثلة في أي من دول الشرق الأوسط الأخرى.
ما التسهيلات التي تطلبها من الدولة؟
تخفيف الضرائب على القطاع العقاري الذي له تأثير كبير في تحريك الدورة الإقتصادية, كما أدعو اللبنانيين في الخارج إلى الإستثمار في القطاع العقاري في لبنان كما أدعو العرب إلى التملّك في لبنان فإنه الوقت المناسب.