د. حسن تاج الدين

رجل أعمال لبناني، رئيس ”التكتل الإقتصادي اللبناني”، ، صاحب مدارس ستارز كولدج، مؤسس وصاحب شركة ”دوللي سوفت” المتخصصة في برمجة الكمبيوتر.

 

في بلدة حناويه الهانئة وفي بيئة عذراء دافئة، ولد وترعرع يتلقى أبجدية الجمال والسكينة.

غادر لبنان وعاش لأربع سنوات في سيراليون في القارة السوداء. لكن الإضطرابات السياسية والأحداث الأمنية في تلك البلاد أجبرت أهله على طي صفحة الغربة. فعاد معهم إلى وطنه الأم وكان لبنان قد تعافى من جراح الحرب ودخل زمن السلم الأهلي وإعادة الإعمار. وأخذ يشق طريقه حتى بلغ النجاح.

أنهى دراسته في العام 2004, قبل أن يلتحق بالجامعة وينجز تحصيله العلمي حائزًا الإجازة أولاً، ثم الماجستير في إدارة الأعمال. فالدكتوراه التي يسعى لنيلها قريباً من جامعات بريطانيا.

وقد امتلك مكتبة تحوي من الكتب ما يلامس كل العناوين والمواضيع من سياسة وتاريخ وحضارات وأمن واقتصاد ودين وفلسفة…

 

هذا على مستوى العلم، أما في نطاق العمل، فكان خياره أكثر جرأة وفرادة، منسجمًا مع روحية العصر، متخطيًا المعايير التقليدية المعروفة في لبنان. ففي الوقت الذي كان يختار معظم الشباب اللبناني التخصص في الطب أو الهندسة أو المحاماة، كان حسن تاج الدين، إلى تخصصه في إدارة الأعمال، يتجه نحو الإلكترونيات والهندسة الرقمية، لما لهذا المجال من اهمية ومستقبل في لبنان والعالم المعاصر. ولأن المنظومة الإقتصادية المهنية في الجنوب لم تكن بعد راسخة في هذه التقنيات، بادر إلى المعرفة الشخصية، حيث حوّل غرفته في منزله إلى ما يشبه المختبر وراح يتمرّس على إصلاح الآلات الإلكترونية وإعادة تأهيلها والتعرّف على مفاصل صناعتها. كما أنه وعبر الإنترنت قام بأبحاث علمية جدية ورصد التكنولوجيا الحديثة بمجمل تحولاتها وتعرّف على كل جديد على مستوى البرامج والإختراعات والإبداعات. ثم تلقى أصول العلم الحاسوبي والبرمجي الرقمي على يد مبرمجين برعوا في هذه التقنية. حتى أنه ما إن امتلك ناصية العلم وتمكن من إدراك أسرار هذا القطاع، إنطلق في تأسيس شركة متخصصة في البرمجة الرقمية “دوللي سوفت” سرعات ما بلغت درجة الريادة.

 

رسم مستقبله منذ صغره، وصوّب نحو هدف خطط له، فأمضى كل حياته ملتزمًا تحقيقه دونما تأثير بواقع سياسي مأزوم وضائقة اقتصادية وصعوبات يعيشها لبنان على أكثر من صعيد.

وأروع ما فيه أنه متواضع واثق من نفسه لا يستعيب العمل ولا يتردد في مزاولة كل أنواع المهن.

في مطلع العام 2001. باشر وظيفته الأولى في حياته العملية بغسل عبوات الدهان في معمل دهانات. ثم أسندت إليه المسؤوليات وتدرّج في المواقع من مسؤول عن المبيعات إلى تسلمه من إدارة المعمل وكالة دهانات كورال العالمية، فصار المدير التنفيذي لها على كامل الأراضي اللبنانية.

سيناريو من النجاح والتألق والتفوق والإبداع تكرر في غير قطاع ووظيفة. فكما في معمل الدهانات، كذلك في أحد المنتجعات السياحية، دخله موظفًا يجلي الصحون ويقدّم الأطباق لرواد مطعمه، ثم يصبح في وقت وجيز مراقبًا لمئة وعشرين عاملاً فمدققًا للحسابات فنائبًا لمدير المنتجع.

تكرر الأمر عينه في شركة للمقاولات عمل فيها محاسبًا في البداية ثم مدققًا فمديرًا تنفيذيًا للشركة.

في مجمل الوظائف التي شغلها، تمكن وبسرعة مذهلة من استيعاب مبادئ العمل، حتى تفوّق على مرؤوسيه، ما دفع بالمشرفين على عمله أن يتلمسوا ذكاءه الحاد ويستشعروا قدراته الفريدة ويمنحوه صفة المعلّم والمتقدّم ويوكلوا إليه أصعب المهمات. فأصاب نجاحًا ما بعده نجاح.

 

نشيط بطبعه، يؤمن بالالتزام والعمل الجماعي ويواكب العصر في أفكاره وتحولاته وجديده.

طموح، جدي، مثابر وله تأثير واضح على معارفه وأصدقائه. نشاطه أشبه بتموجات تراكمية في المعرفة والتخطيط والتطبيق والتنفيذ.

مبدع من لبنان، أدخل روح العصر بتقنياته الحديثة ومفاهيمه الجديدة إلى الحركة الإنتاجية اللبنانية.

في عالم حوّله نظام العولمة إلى قرية صغيرة، نجح من خلال الاستراتيجيا التي رسمها وعمل في فلكها في مرحلة ما بعد الحرب، في منح لبنان الفرصة لاستعادة مكانته المتقدمة على خريطة الإنتاجية العالمية.

 

أسس طريقه بنجاح. عمل في أكثر من قطاع وأمسك ميادين عدة بين مقاولات ودهانات وكهربائيات وأدوية ومجابل باطون جاهز وتعبيد طرقات ومنتجعات ومزارع بيض… إنطلق في تنفيذ برنامج توسعي، نجح من خلاله في التمدد والنمو التدريجي الذي وصل إلى مرحلة الإعجاز، غير متأثر بترددات الحرب. وهي ظاهرة، قليلة ما نشهدها إلا لدى المبدعين. نجاح أتى نتيجة حكمته وإدارته وصبره وسعة آفاق عقله المتنوّر.

 

صب جهوده طوال مرحلة ما بعد الحرب في سبيل التصدي لظاهرتي الجهل والتخلف، من خلال برامج عملية إنمائية كانت له اليد الطولى في تنظيمها وتفعيلها… وقد انعكست تحسينًا في وضع الشباب المقربين منه ومساعدتهم في إيجاد فرص عمل داخل لبنان وخارجه.

 

بعد مرحلة النجاحات هذه، بدأ يخطط للعمل المستقل من خلال شركة خاصة يؤسسها يكون اختصاصها عالم التكنولوجيا الرقمية الحديثة، فأبصرت النور شركته الخاصة: ” دوللي سوفت “، الرائدة في البرمجة الإلكترونية.

 

جذوره مع كل ما تختزله من عراقة وأصالة، تنعكس بوضوح في مدى رعايته الفقراء واليتامى. طُلب منه دخول السياسة لكنّه رفض وهو يعتبر نفسه قريبًا من السياسيين وبعيدًا من السياسة. بالمقابل غاص في متابعة القضايا الاجتماعية والاقتصادية حتى العمق. وتمكن بمجهوده الشخصي من أن يحوّل هذه المسائل إلى قضايا وطنية عامة زحرّكت الضمير اللبناني وجيّشت في سبيله وسائل الإعلام من مرئية ومكتوبة ومسموعة ونظّمت صفوف كل أصحاب اليد البيضاء في توجّه مشترك.

 

هو دائم التفكير بالمواطن اللبناني وحقوقه وواقعه ومستقبله وكل تصريحاته تظهر انه من أوائل المطالبين برفض كل أنواع التفرقة بين اللبنانيين والإلتزام الكامل بمبدأ تكافؤ الفرص.

 

عُرف بنزاهته. وكل من تعاطى معه في الشأن العام يشهد بكبر خلقيته.

يطالب باستراتيجية اقتصادية واضحة ترسمها اجهزة الدولة وإدارتها وتلتزم بها كل الوزارات.

هو يؤمن بإمكانية توصّل لبنان إلى النهوض الاقتصادي شرط أن ينجح برنامج تطهير الإدارة وتلتزم كل الوزارات بالمصداقية والشفافية.

 

تبقى اليوم معضلة البطالة والهجرة وخطر إفراغ لبنان من مبدعيه وكوادره ونخبه الشابة، المحرك الذي يدفعه إلى متابعة نضاله الوطني.

احتلت المسائل الاجتماعية والقضايا الإنسانية الحيّز الأكبر من وقته إنطلاقًا من قناعة بأن السلام لا يترسّخ إلا بالعدالة الاجتماعية. كان هاجسه الأول كيفية مكافحة البطالة في صفوف الشباب لاسيما خريجي الجامعات. أطلق شعار “شبابنا هم اقتصادنا” ونشط في دعم الجمعيّات الشبابية والمنظمات التطوعية.

 

بالنسبة للكثيرن هو اكثر من رجل أعمال ناجح، هو مثال يحتذى به في الصدق والإنسانية والاجتهاد والتعاطي بمحبة مع قضايا المجتمع وهموم الناس، وهو ومرجع يُعتمد على رأيه.

 

إنضم إلى نادي الليونز الدولي، واحتلت المسائل الاجتماعية والقضايا الإنسانية الحيّز الأكبر من وقته إنطلاقًا من قناعة بأن السلام لا يترسّخ إلا بالعدالة الاجتماعية.

وفي سبيل إنتاج مجتمع راق، صب جهوده في سبيل التصدي لظاهرتي الجهل والتخلف، حيث تبنى مبدأ معالجة رواسب الحرب من خلال برامج عملية إنمائية وثقافية كانت له اليد الطولى في تنظيمها وتفعيلها…

عطاؤه اللامحدود لمجتمعه واضح وجليّ، الجميع يجلّ عطاءاته ويقدّر جهوده وشخصه، وهذا ما انعكس شبه إجماع على اسمه الذي أضاء عطاء وأعمالاً خيرية لامست كل الميادين بما فيها الصحية والتربوية وزخرت بتقديمات لكبرى الجمعيات الإنسانية اللبنانية بما فيها كاريتاس لبنان، وفاضت رعاية لذوي الأمراض المستعصية والحالات الصحية الصعبة ومنهم مرضى سرطان الأطفال في جمعية سان جود الخيرية في مدرسته “ستارز كولدج”- العباسية.

 

مع انتسابه إلى المعهد الإداري المعتمد ومركزه بريطانيا، سجل حضورًا ملفتًا في الكثير من المؤتمرات الدولية التي نظّمت في مختلف أنحاء العالم ومعظمها يتمحور حول شؤون اقتصادية ومنظومات دولية ومن أبرز الدول التي زارها محاضرًا أو مشاركًا بريطانيا، فرنسا، أرمينيا، سوريا، الصين، مصر، الكونغو، سيراليون، نيجيريا، دبي، روسيا، اليونان، تركيا، أوكرانيا، العراق، إيران، السعودية.

 

محليًا، كانت له مشاركات في العديد من المؤتمرات المتخصصة أبرزها:

مؤتمر الليونز السنوي، منتدى الاقتصاد العربي، مؤتمر تخفيف المخاطر والعقوبات من التوعية ”الى الحذر، ملتقى لبنان الاقتصادي، ندوة مجموعة الاقتصاد والأعمال، ندوة لمؤتمر النفط والغاز والعقارات، مؤتمر التمويل الأصغر الإسلامي، مؤتمر إعادة تشكيل النظام المصرفي، مؤتمر قطاع الطاقة والكهرباء.

 

خبرة ولّدت لديه رؤية إصلاحية عصرية شاملة ترجمها في قراراته الإدارية التي اتخذها في مختلف مجالس إدارات الشركات والجمعيات والمؤسسات التي عمل في إطارها وكانت له اليد في تأسيسها، بدءً بشركة وهو رئيسها التنفيذي، وشركة دولي سوفت وهو رئيس مجلس إدارتها، وجمعية العلوم الأكاديمية المتخصصة التي يترأسها. كذلك ترؤسه مدارس ستارز كولدج والتكتل الإقتصادي اللبناني.

محطات في مسيرة عبقت بالنجاحات والإنجازات الإعجازية وبالعطاء الخيري لمجتمعه ونشر بذور الإلفة.

له فلسفة خاصة في الحياة، تجد أثرها العميق في نفوس كل من رافقه وتعرف عليه.

بضع سنوات من العصرنة والريادة، أظهرها نشاط رجل الأعمال تاج الدين الذي يتربع اليوم عرش القمة ويعكس عنوانًا صار مثالاً وقدوة.

 

يتمتع بمقدرة واسعة على التخطيط الاستراتيجي الاقتصادي ويمتلك خبرة ملفتة في إدارة المؤسسات والشركات وفي مخاطبة العقول الشابة لاسيما تلك الطامحة إلى الغوص في محيط التكنولوجيا الحديثة.

بثقافة مشبعة بأحدث ما وصلت إليه العلوم المعاصرة، خاض غمار التجديد في الحياة اللبنانية. رصد بعمق وموضوعية كل التحولات التي عاشها المجتمع الدولي في النصف الأخير من القرن العشرين. فتح أمام الإقتصاد اللبنانية آفاقًا جديدة، وأدخل الأفكار الرائدة التي ساهمت في إنعاشه ودعمه وتوسيع حركته.

وحين نستلهم الكمال تقليدًا في عملنا، نكون قد دخلنا أفق نشاط هذا المتميز ورجل الأعمال الرائد حسن تاج الدين.

/ غير مصنف

أنشر المقال