رجل الأعمال الرائد في قطاع البناء و الإعمار و الإدارة
قد تمرّ القرون و تتوالى الأجيال, و الناس على ما ساقتهم إليه الحاجة من شؤون معائشهم, لا يفقهون غثّها من ثمينها, و لا يدركون مبدأها و لا مصيرها, حتى تتمخّص الأمّة, فتلد من أبنائها أفراداً يميطون عن أسرارها اللثام, فيرى الناس من ورائه شرائع و نواميس كانوا عنها غافبين.
بين جيل و جيل, تتطور المفاهيم و تتبلور تحت شعار السير بإيقاعات العصر و الإستجابة لمقتضيات المرحلة. و لا عجب إن سار الإبن على خطى أبيه, خاصة إذا استطاع أن يطوّر أساليب العمل التي أخذها عنه, و يعمل على دفعها في طريق التحديث. و هذا ما فعله حسن تاج الدين, الشخصية الغنية المتعددة المواهب, صاحب الفلسفة الخاصة في فن القيادة التي تقول :”من الأفضل أن تجعل من يعمل معك يؤمن بالهدف الذي تسعى إلى تحقيقه, بدلاً من مجرد إصدار الأوامر”.
و بسيط بساطة الطيبين, واضح وضوح الصادقين, كريم كسائر المؤمنين. قليل الكلام, سريع الخاطر, يعمل بصمت, لكنّه يتطلع دائماً إلى الأمام. يتمتّع الدكتور حسن تاج الدين بخبرة مهنية, و لديه سجل حافل بالإنجازات في مجال الأعمال الإدارية و العقارية و السياحية و الإقتصادية. كما أنه تدرّج في العديد من المراتب ليصل إلى قمة واحدة من أهم الشركات اللبنانية العملاقة في حقل البناء و الإعمار.
إنها قصة تطوير الذات و الإلتزام بتحقيق الحلم. إنها قصة الشاب حسن تاج الدين الذي لم يتجاوز التاسعة و العشرين من العمر و الذي أصبح مصدر إلهام لكل شاب لبناني يطمح في بناء مستقبل مهني مزدهر. و لكن الأهم من هذا و ذاك هو أنّ إنجازات حسن تذكّرنا بحقيقة مفادها أنه مهما كانت البداية, يمكن تحقيق أي شيء ببذل الجهود و المثابرة.
وُلِد الدكتور حسن تاج الدين سنة 1985 في “حناويه- الجنوب” بلدة الملك حيرام الذي صنع مجد صور, و نشأ في أسرة سماتها التواضع و الإستقامة و السلوك الطيب و همّة عالية و عنفوان و كرامة. أخذ عن والده المبادئ السامية و حب العمل, و استقى من والدته نور العين عطوي حب الأسرة و التفاني في فعل الخير. أما مشوار العمر فيكمله مع رفيقة الدرب مريم حسين ياسين التي ما زالت تتابع دراستها الجامعية, و لهما إبنتان هما: “فاطمة” و “زهراء” ترعاهم بحنان الأم و صلاة المؤمنة.
يَعتبر تاج الدين أنّ النجاح لا يأتي من التخصّص, و إنما من كونك بارعاً في مجموعة من الميادين, متدرّجاً و مثابراً. و من هذا المبدأ, انطلق في عمله بعزيمة و صبر و جهد و ثبات من أسفل السلم. ممّا أهّله للوصول إلى أعلى الدرجات بسرعة فائقة. و ما النجاح الذي تحقّق في المؤسسات المتنوعة التي يُشرف عليها إلا تأكيد على دور هذه الشخصية الفريدة في العديد من المجالات. فنتيجة صبره و أفكاره, تحوّل من وكيل موزّع لشركة “Coral” للدهانات إلى مساهم في التصنيع و الإنتاج, معتمداً على أساليب التقدّم, اتجه تفكيره إلى تحسين و تطوير منتجع النسيم السياحي الذي يقع في بلدة حناويه – قضاء صور, ليتضمّن مطعماً ينافس أهم المطاعم اللبنانية. و ألحق بالمنتجع صالة أفراح و أخرى للمؤتمرات و حديقة ألعاب للأطفال و حديقة حيوانات, ممّا جعل هذه المؤسسة منتجعاً سياحياً مميزاً. و قد تعلّم في تلك المراحل كيفية التعاطي مع كافة طبقات المجتمع على مختلف المستويات و الأعمار, ممّا أكسبه خبرة واسعة في الإدارة و حسن التعاطي مع الناس.
و إذ يشير السيد تاج الدين إلى أنّ السياحة كانت و لا تزال تشكّل مصدراً هاماً للبنان, يئسفه أن يبقى هذ القطاع مهمّشاً و لا يدخل ضمن أولويات الدولة. كذلك يأسف لكون التركيز في قطاع لسياحة و الإعمار ينحصر بالعاصمة بيروت دون الأطراف. إلى هذا يرى أنّ لبنان يفتقر إلى سياسة تسويقية تروّج للسياحة اللبنانية على غرار ما يحدث في الدول الأخرى. فلبنان يتمتّع بخصائص هائلة, إن من حيث السياحة الأثرية و الصيفية أو السياحة الشتوية التي يتميّز بها عن جيرانه في المنطقة.
و مع تبدّل احتياجات السوق اللبناني, تمّ افتتاح مراكز لإعداد الباطون الجاهز تضم العديد من “الجبّالات” في “حناويه” و “الشويفات” و “بنت جبيل”. و كان أن اكتسب مع مرور السنوات الكثير من الخبرة و التنظيم ليصل إلى قمّة شركة “TAJCO” للهندسة و التعهدات التي صُنّفت في عداد شركات الدرجة الأولى في مجال المباني و الطرق و الكهرياء. فهي تقوم بتنفيذ المشاريع الكبرى من شق طرقات و بناء الجسور و إعادة تأهيل البنى التحتية في البقاع و الجنوب و الجبل, لتبدأ بالتالي مرحلة جديدة من حياة هذا الرجل الطموح, هي مرحلة إثبات الذات.
و عن هذه المرحلة, يقول الدكتور حسن تاج الدين :” ابتدأت الشركة الإهتمام بالقطاع الخاص و باشرت بتوسيع نشاطها التي تمثّل قيمة مضافة لحركة التنمية الإقتصادية و العمرانية المتسارعة و المحمومة في البلاد عبر ثلاثة أنماط, النمط الأول شراء الأراضي و القيام بعملية البناء و التسويق, أما النمط الثاني فهو مرتكز على مبدأ الشراكة, و الثالث فيقوم على تنفيذ العمل لحساب الآخرين”. و يتابع الدكتور حسن قائلاً: “لقد شملت مشاريعنا العديد من الكناطق اللبنانية, بما فيهم العاصمة بيروت, و اعتمدنا في شركتنا سياسة التعامل مع كافة شرائح المجتمع على مبدأ الحفاظ على الجودة في كافة المشاريع من ناحية, و النظر بجدية إلى معالجة المشكلة السكنية من ناحية أخرى”.
إنّ إرادة البقاء و الإستمرار في لبنان و تخطّي الصعاب بإيمان, صفة ملازمة لهذه العائلة المكافحة بامتياز, ممّا جعل الشركة تحقق النجاح تلو النجاح و تزداد انتشاراً و اتساعاً. و ما كان لذلك أن يتحقّق لو لم يكن على رأس هذا العمل الجبّار قيادة واعية و ذات رؤية و أبعاد مكّنتها من تحقيق النجاحات, معتمدة الأساليب الحديثة, رابطة التخصّص العلمي بحاجات سوق العمل, و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
و يكمن سر نجاح الدكتور تاج الدين, أحد أفراد هذه العائلة, في حسن الإدارة و التعامل مع الموظفين و العمّل بروح إيجابية, و إشعارهم بأنهم ليسوا مجرّد موظفين و عمال بل هم شركاء في العمل. و هو يعتبر أنّ النجاح ليس نتيجة الجهد فقط, بل هو من توفيق الله سبحانه و تعالى و رضاه. و هو رجل مؤمن, واثق من نفسه, مجدّ في عمله, يتعاطى مع الناس من خلال رؤية ثابتة هي بالنسبة له بوصلة موجّهة إلى أفضل طرق التعامل في الحياة المهنية و الإجتماعية. هذا الرجل المقدام الجسور, طموحاته لا حدود لها. فهو ينطلق من شعار “إذا كنت لا تستطيع أن تحلّق مع النسور, فاترك السماء لغيرك”.
لم يقتصر نشاط الدكتور حسن تاج الدين على المشاريع التجارية و السياحية و العمرانية, بل شمل المشاريع الثقافية و التعليمية, حيث أنشأ مجموعة مدارس “ستار كولدج” في “النبطية” و “صور” للمساهمة في رفع شعار لبنان الثقافة. أما عن نشاطاته في الحقل العام و الخدمة الإجتماعية, فيشغل الدكتور مناصب عدّة على صعيد الهيئات الدولية و المحلية, أبرزها: عضويته في الأكاديمية البريطانية للإدارة, و عضويته في معهد المدراء البريطاني “IOD” كما أنّه عضو في أكاديمية الإدارة الدولية Academy of International Business”, و هو أيضاً عضو في “مجلس الأعمال اللبناني- الصيني”, و عضو في “الهيئة التجارية اللبنانية- الأوكرانية”, كما أنه عضو فخري في “الإتحاد الإقتصادي الإجتماعي من أجل لبنان”, و عضو في “نقابة الأشغال العامة” و “مجلس الإقتصاديين اللبنانيين”. و كذلك, فهو عضو شرف في “جمعية تجّار صور” و في “الجمعية اللبنانية لإدارة الأعمال”.
للدكتور تاج الدين محاضرات و مداخلات في العديد من الندوات و المؤتمرات في مجالات عمله و تخصصاته. و لعظيم تفانيه في خدمة المؤسسات و المنظمات الإنسانية و الأهلية و الخيرية, فقد نال العديد من الجوائز و الدروع و شهادات التقدير. فلسفته في الحياة حكمة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: “من تَساوى يوماه فهو مغبون, و من كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون”. أهم صفة لديه التواضع, و أسوأها الإستعجال, لكنّه يضيف مبتسماً: “ليس في القرارات المصيرية طبعاً”. و عن هواياته, يقول الدتور تاج الدين: “المطالعة بشكلٍ عام و السباحة, أما بالنسبة للنشاطات الأخرى, فمعظمها إقتصادي عبر المؤتمرات و الندوات”.
الدكتور حسن تاج الدين من النخبة اللبنانية الرائدة, حدّد لنفسه سلوكاً و منهجاً مستقيمين, فرسم وجوده بنور النجاح, و بات منارة حضارة لبنانية عبر مؤسساته المتقدمة. فما قام وطن إلا على أكتاف أبنائه, و ما ارتفع مدماك إلا بحجارة الجهد, و صرح “تاجكو” لمّا يزل يرتفع, و سيبقى. فهو علم من أعلام لبنان الروّاد, الساعين دائماً و أبداً إلى بناء وطن حضاري رائد. و ما هذه السطور القليلة إلا نموذج محدود عن رجل عصامي و مكافح شكّل علامة فارقة في تاريخ هذا الوطن, و دعامة أساسية من دعائمه السياحية و التجارية و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية في مطلع الألفية الثالثة من القرن الحادي و العشرين.