يفرض جنون الأسعار اليوم واقعاً مأساوياً على المواطنين، خاصة الشباب منهم في منطقة الجنوب في ظل الأزمات السياسية المتتالية التي نعيشها محلياً وإقليمياً والتي كان لها إنعكاساتها على أداء مستوى سوق العقارات …
ما هي المعايير التي يخضع لها إرتفاع سوق العقارت اليوم وما الأسباب التي أدت إلى إستمرار الإرتفاع الجنوني في الأسعار منذ 2006، حتى باتت أسعار العقارات في الجنوب وخاصة مدينة صور توازي أسعار عقارات المدن الكبرى كبيروت، وهو ما يتناقض مع الواقع الاقتصادي والمعيشي لأبناء المنطقة.
موقع صوت الفرح إلتقى المدير التنفيذي لشركة تاجكو “د. حسن تاج الدين” للوقوف معه على أسباب الكساد الحاصل في هذا القطاع وحول إمكانية إنخفاض الأسعار في المستقبل القريب، فقال: “مؤخراً إنخفضت وتيرة الأعمال بعد الأزمة في سوريا ومقتل الشهيد اللواء وسام الحسن، والوضع السياسي هو أساس في هذا الموضوع.. أما بالنسبة للكساد الحاصل فهو عائد لخوف الناس من شراء شقق، والتضييق الخارجي على اللبنانين في البلدان العربية والأجنبية ولكن برأيي أنه في مكان معين ليست المُشكلة بالضخامة التي تُطرح خاصة في سوق الجنوب والذي يُعد ناشطاً بالمقارنة مع سوق بيروت وذلك عائدٌ للقوة التجارية في المنطقة، وسعر الشقق، وإنخفاض عدد الأراضي في المنطقة مما يدفع الناس بالإقبال على شراء الشقق الصغيرة خاصة مع وجود تسهيلات.. أما إذا أردنا الحديث عن الجمود فهو على مستوى الشقق الكبيرة …
بالنسبة لأزمة أبيدجان فيمكننا القول أنها أثرت بشكل إيجابي، فالمغتربين الذين قدموا قاموا بتقسيط عدد من الشقق، وحتى هناك منهم من إستأجر ” ..
أما بالنسبة لنقطة ثبوت الأسعار مع إنخفاض الطلب يؤكد السيد تاج الدين أن السبب يعود لقلة عدد الأراضي المتبقية، ونسبة المغتربين الكبيرة، أما الأسعار اليوم تتراوح بين700 و900 دولار للمتر المُربع الواحد، والذي خفّ هو الطلب على الشقق الكبيرة التي يتراوح سعرها بال200 ألف دولار.. قبلاً لم يكن ممكن أن يخفض المُتعهد من ثمن الشقة أما اليوم فهو يفضل بيعها بسعر أقل نظراً لتراجع الإقبال عليها.
يتابع تاج الدين :” لدينا في بعض المناطق إقبالاً كثيفاً، مثل العباسية وجل البحر وطير دبا.. والأقسام الشاغرة قليلة اليوم في صور، وغلاء الأسعار فيها هو ما يدفع الناس إلى السعي للتملك خارجها وذلك نتيجة قلة الأراضي فيها فهي نقطة تجارية هامة والدليل على ذلك وجود عدة بنوك فيها..
اليوم هناك نقطة هامة تحكم السوق… الإسم الموجود للشركات الكبيرة مثل شركتنا والذي يجذب المشتري الذي يبحث عن الثقة والمصداقية والمتعهد القادر على الإلتزام والتسليم في الوقت المحدد “..
يختم تاج الدين:” في ظل هذا الجمود ننصح المتعهدين بالبناء خارج صور، كما ندعو التجار للتعامل معنا بعدة طرق ونعلن إستعدادنا لدعمهم ومساندتهم “..
رغم كل التحديات التي تواجه المواطن اليوم، يعيش الشباب على أمل إنفراج الأوضاع الإقتصادية وإنخفاض أسعار العقارات حتى يتحول حلم شراء شقة من مجرد سراب إلى حقيقة تثبت إنتماءهم إلى وطنهم…